--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جبت لكم اليوم قصيدة جداً رائعة ومؤثرة
ومميزة من جميع النواحي من البلاغة والوصف
وهذا شئ مهوب غريب لأن الي كاتب هذي الأبيات
هو ابن القيم - رحمه الله -
وهذي هي القصيدة التي فيها وصف للجنة
وما ذاك إلا غيرة أن ينالها ــــ سوى كفئها والرب بالخلق أعلم
وإن حجبت عنا بكل كريهة ــــ وحفت بما يؤذي النفوس ويؤلم
فلله ما في حشوها من مسرة ــــ وأصناف لذات بها يتنعم
ولله برد العيش بين خيامها ــــ وروضاتها والثغر في الروض يبسم
ولله واديها الذى هوموعدال ــــ مزيد لوفد الحب لو كنت منهم
بذيالك الوادى يهيم صبابة ــــ محب يرى ان الصبابة مغنم
ولله أفراح المحبين عندما ــــ يخاطبهم من فوقهم ويسلم
و لله ابصار تري الله جهرة ــــ فلا الضيم يغشاها ولا هى تسأم
فيا نظرة اهدت الي الوجه نضرة ــــ أمن بعدها يسلو المحب المتيم
ولله كم من خيرة إن تبسمت ــــ أضاء لها نور من الفجر أعظم
فيا لذة الأبصار ان هى اقبلت ــــ ويالذة الأسماع حين تكلم
ويا خجلة الغصن الرطيب اذا انثنت ــــ ويا خجلة الفجرين حين تبسم
فان كنت ذا قلب عليل بحبها ــــ فلم يبق الا وصلها لك مرهم
ولا سيما فى لثمها عند ضمها ــــ وقد صارمنها تحت جيدك معصم
تراه إذا أبدت له حسن وجهها ــــ يلذ به قبل الوصال وينعم
تفكه منها العين عند اجتلائها ــــ فواكه شتى طلعها ليس يعدم
عناقيد من كرم وتفاح جنة ــــ ورمان اغصان به القلب مغرم
وللورد ما قد البسته خدودها ــــ وللخمر ما قد ضمه الريق والفم
تقسم منها الحسن فى جمع واحد ــــ فيا عجبا من واحد يتقسم
لها فرق شتى من الحسن أجمعت ــــ بجملتها إن السلو محرم
تذكر بالرحمن من هو ناظر ــــ فينطق بالتسبيح لا يتلعثم
إذا قابلت جيش الهموم بوجهها ــــ تولى على أعقابه الجيش يهزم
فيا خاطب الحسناء إن كنت راغبا ــــ فهذا زمان المهر فهو المقدم
ولما جرى ماء الشباب بغصنها ــــ تيقن حقا أنه ليس يهرم
وكن مبغضا للخائنات لحبها ــــ فتحظى بها من دونهن وتنعم
وكن أيما ممن سواها فإنها ــــ لمثلك فى جنات عدن تايم
وصم يومك الأدنى لعلك فى غد ــــ تفوز بعيد الفطر والناس صوم
وأقدم ولا تقنع بعيش منغص ــــ فما فاز باللذات من ليس يقدم
وإن ضاقت الدنيا عليك بأسرها ــــ ولم يك فيها منزل لك يعلم
فحى على جنات عدن فإنها ــــ منازلنا الأولى وفيها المخيم
ولكننا سبى العدو فهل ترى ــــ نعود إلى أوطاننا ونسلم
وقد زعموا أن العدو إذا نأى ــــ وشطت به أوطانه فهو مغرم
وأى اغتراب فوق غربتنا التى ــــ لها أضحت الأعداء فينا تحكم
وحى على السوق الذى فيه يلتقىال ــــ محبون ذاك السوق للقوم يعلم
فما شئت خذ منه بلا ثمن له ــــ فقد أسلف التجار فيه وأسلموا
وحى على يوم المزيد الذى به ــــ زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحى على واد هنالك أفيح ــــ وتربته من إذفر المسك أعظم
منابر من نور هناك وفضة ــــ ومن خالص القيان لا تتقصم
وكثبان مسك قد جعلن مقاعدا ــــ لمن دون أصحاب المنابر يعلم
فبينا همو فى عيشهم وسرورهم ــــ وأرزاقهم تجرى عليهم وتقسم ]
إذا هم بنور ساطع أشرقت له ــــ بأقطارها الجنات لا يتوهم
تجلى لهم رب السماوات جهرة ــــ فيضحك فوق العرش ثم يكلم
سلام عليكم يسمعون جميعهم ــــ بآذانهم تسليمه إذ يسلم
يقول سلونى ما اشتهيتم فكل ما ــــ تريدون عندى أننى أنا أرحم
فقالوا جميعا نحن نسألك الرضا ــــ فأنت الذى تولى الجميل وترحم
فيعطيهمو هذا ويشهد جمعهم ــــ عليه تعالى الله فالله أكرم
فيا بائعا هذا ببخس معجل ــــ كأنك لا تدرى ؛ بلى سوف تعلم
فإن كنت لا تدرى فتلك مصيبة ــــ وإن كنت تدرى فالمصيبة أعظم
ياسبحان الله
وصف رهيييب لدرجة إننا فعلاً يزيد شوقنا للجنة
وأكثر شئ زادني شوق فيها طبعاً ومهوب أنا بس كل أهل الجنة لما ورد أن أفضل شئ حصلوا عليه أهل الجنة إنهم شافوا الله سبحانه وتعالى مع كل النعيم سبحان الله